الفن والخيال والأبداع

من طرف **عزت باشا** 30/12/2009, 16:57

تمركزت عمليات التربية والتعليم وما زالت ... علي العقل وحده .
وأهملت الفن والخيال والأبداع .
من
خلال عملية تعليمية .. زائدة ... يتم فيها التركيز منذ دخول الأطفال الي
المدارس علي تعليم الحساب والقراءة والكتابة والمواد الدراسية الأخري ..
وما تتضمنه من معلومات .
ويتم
ذلك بطريقة تقليدية ..متكررة .. نمطية .. غير جذابة ... وفي بيئات غير
جذابة ... من حيث تكدس الفصول .. والمعلمون غير المؤهلين أو المكتئبون أو
العدوانيون أوالمثقلون بمشاكل مجتمعاتهم .
وأيضا
من حيث غياب عمليات تنشيط للنصف الأيمن من المخ ..ومن ثم ... اهمال
الأهتمام لتنشيط وظائف التفكير بالصورة والمجاز والخيال والأبداع
والأنفعال والحركة عبر الزمان والمكان والحس الأحتمالي الترجيحي .. غير
القطعي أو الجامد أو المتمركز حول الفكرة الواحدة أو الشخص الواحد .
في
حين يتم التركيز علي أنشطة النصف الأيسر من المخ ... علي الأفكار
المتتابعة المتسلسلة ..والتي لا تحمل في اطوائها الأ الأحتمال الواحد
..والأجابة الواحدة .
ومن
ثم فهي تنطوي علي تفكير في نسق مغلق .. وتعمل في المقابل ... علي انتاج
لمواطنين مقلوبين ..ممليين .. غير قادرين ... عاجزين .... علي الفن
والخيال والأبداع .
فالمخ
البشري لا يعمل بطريقة " أما .. أو " أي لا يعمل من خلال النصف الأيمن
الخاص بالصور والخيال والأنفعال فقط .. ولا من خلال النصف الأيسر الخاص ..
باللغة والتتابع والمنطق فقط .
بل يعمل المخ البشري بطريقة متكاملة .
لذا
من المهم أن تركز البرامج التربوية علي هذا التكامل من خلال التنشيط ..
لمراكز الصور والخيال والأنفعال مثلما تهتم بتنشيط مراكز اللغة ...
والتتابع المنطقي الذي بداخله .
لكي يكون التصور الحديث لنا هو ذلك العقل ... كما يجب أن يكون ... يعمل في أحسن حالاته .. كفاءة .. وأثارة وقوة .
أتصور ذلك العقل .. الذي لا يتناقض مع ذلك العقل المنطقي الذي نعرفه .
بل هو طاقة ..في عملية حرة تكون في خدمته ... شريطة ...
أن تكون هذه العملية وفي كل حالاتها نشيطية .. وتحت رقابة العقل ... لا أن تكون متناقضة معه .
بل تكون في عملية تكامل ... تسهم في اثرائه وفي تحقيق أهدافه ...
ألا وهو عقل الفن والخيال والأبداع .

تحياتي
والي لقاء